في شهر نوفمبر من العام الماضي بدأت خدمة بث المسلسلات والأفلام عبر الإنترنت Disney+ عملها في الولايات المتحدة، وذلك بعد أيام فقط من تقديم خدمة البث المنافسة Apple TV+. لكن الآن وبعد 5 أشهر فقط من إطلاقها، باتت ديزني بلس واحدة من اللاعبين الأكبر في مجال خدمات البث عبر الإنترنت، حيث أنها تجاوزت عتبة 50 مليون مشترك مؤخراً، مما يجعلها ثالث أكبر خدمة بث في العالم حالياً.
السبب الأساسي في نجاح ديزني بلس الكبير هو مكتبتها الضخمة من الأفلام والمسلسلات، حيث أن الشركة تمتلك خبرة ومكتبة محتوى تمتد لعقود مضت وتتضمن مئات الأفلام وآلاف حلقات المسلسلات التلفزيونية. ومع كون الشركة تمتلك العديد من استديوهات الإنتاج الكبرى، بالإضافة لحقوق ملكية بعض من أكثر السلاسل نجاحاً مثل عالم Marvel السينمائي وأفلام Star Wars فهي في مكان يضعها في المقدمة بسرعة، وحتى أن بعض التحليلات تتوقع أنها ستصبح اللاعب الأكبر في المجال مع الوقت.
على عكس خدمات البث المنافسة الأخرى، فالغالبية العظمى من المحتوى المعروض على ديزني بلس مملوك لها في الواقع، أي أنها لا تحتاج اتفاقيات ترخيص قد تنتهي في أي وقت، كما أنها قادرة على توفير محتواها في كل مكان دون مشاكل. بالطبع هناك خدمات بث تحاول فعل أمر مشابه كما Apple TV+ التي تركز على المحتوى الأصلي فقط، لكن لا مجال لمقارنة شركة تبدأ بإنتاج المحتوى الآن مع شركة يقارب عمرها 100 عام وتمتلك مكتبة أكبر من أي شركة أخرى.
وفق الترجيحات فالسبب الأساسي في التصاعد السريع جداً لأعداد مشتركي ديزني بلس مؤخراً هو بدء إتاحتها عالمياً، حيث باتت الخدمة متاحة في معظم بلدان أوروبا مع نهاية شهر مارس الأخير، كما أنها باتت متاحة في الهند قبل حوالي أسبوع، ووفق التقديرات فقد كسبت خدمة البث 8 ملايين مستخدماً في الهند وحدها خلال الأيام القليلة التالية للإطلاق.
بالطبع لا يمكن إنكار الدور الأساسي الذي لعبه وباء كوفيد-19 في ازدياد الطلب على خدمة البث، حيث أن الوباء أجبر مئات الملايين على الالتزام بمنازلهم وتسبب بفائض من الطلب على العديد من الخدمات المختلفة، ولا بد من أن الطلب على خدمة ديزني بلس قد ازداد بشدة في هذه الفترة.
يجدر بالذكر أن ديزني بلس ومع نجاحها لا تزال بعيدة نسبياً عن الخدمتين الأكبر في المجال. حيث تتصدر نتفليكس (Netflix) ترتيب الأكثر بعدد المشتركين مع أكثر من 167 مليون مشترك حول العالم، وتليها خدمة Amazon Prime مع 100 مليون مشترك. لكن عدا عن هذين العملاقين فأقرب منافسي ديزني هو خدمة البث Hulu التي تمتلك 30 مليون مشترك، لكنها مملوكة لشركة ديزني أصلاً.