على الرغم من تزايد وعي المستخدمين للمخاطر التي تحملها الإنترنت، يبدو أن هذا الوعي الإضافي ليس كافياً لكبح جماح جرائم الاحتيال على الإنترنت، والتي تستمر بكسر الأرقام القياسية عاماً بعد عام.
وفقاً لمكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي (FBI)، فقد خسر الأمريكيون أكثر من 3.5 مليار دولار لصالح محتالي الإنترنت خلال عام 2019. أي أن المحتالين حققوا أرباحاً أكبر بنسبة 30% مقارنة بعام 2018، وأكبر بنسبة 150% مقارنة بعام 2017.
مع أن بعض الأسباب المحتملة لهذا الارتفاع تتضمن أموراً مثل نمو سوق الإنترنت أصلاً، فهذا السبب ليس منطقياً في الولايات المتحدة حيث وصل انتشار الإنترنت إلى أقصى حدوده منذ سنوات ولم يعد هناك نمو حقيقي لعدد المستخدمين.
بالطبع هناك احتمال دائم بوجود نوع جديد من الاحتيالات هو الذي سبب الارتفاع الكبير، لكن وفق تقرير FBI لا يوجد تغييرات حقيقية في أنواع الحيل حقاً، بل أن الاحتيالات هي نفس ما تم تسجيله في الأعوام السابقة.
وفق التقرير لا تزال أكثر أنواع الاحتيال تتضمن أموراً مثل تقمص شخصيات مؤسسات وشركات عبر حسابات مسروقة، العلاقات العاطفية الاحتيالية، ومحاولة قيادة المستخدمين إلى مواقع مزورة بسرقة حساباتهم.
الأمر المثير للقلق هو أن هذا النمو الكبير في عدد الضحايا وكمية المال المسروق يبدو كنتيجة لاستهداف المحتالين لفات محددة من الضحايا.
حيث أن السنوات الأخيرة شهدت اتجاهاً متزايداً للتخلي عن الأساليب التقليدية التي تحاول خداع الجميع بغض النظر عن شخصياتهم، وبالمقابل باتت الخدع الاحتيالية المخصصة والمصممة لاستهداف فئات صغيرة أو حتى أشخاص محددين هي الشائعة أكثر من سواها.
هذا الامر مقلق دون شك، حيث أن واحداً من الطرق المتعارف عليها لكشف الاحتيال هو كون المراسلات تبدو أشبهه بروبوتية، أو أنها مأخوذة من نموذج محدد مسبق على الأقل. لكن اليوم مع الخدع الاحتيالية المخصصة للأفراد بشكل كبير سيكون من الممكن خلط المفاهيم لدى البعض، وجعل الكثير من الأشخاص الحذرين سابقاً يصبحون ضحاياً جدداً للخدع على الإنترنت.
تنويه: الأرقام في الخبر خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية فقط، وهي مبنية على الإبلاغات التي تلقاها مكتب التحقيقات الفدرالي من الضحايا، لذا ومع أن تعميم النتائج على الحالة العالمية قد لا يكون خاطئاً، فهو ليس مؤكداً حقاً.
مصدر الرسم التوضيحي: موقع Statista.