كما يعرف الكثيرون اليوم، هناك علاقة قوية جداً بين المعلنين ومصنعي المنتجات والنجوم والمؤثرين الاجتماعيين من مختلف الأنواع، حيث أن شخصيات المؤثرين الاجتماعيين مفضلة لدى المعلنين كون الإعلان عبرهم يستغل ثقة الجمهور بهم أو حبه لهم للتسويق للمنتج. وبينما كان هذا النوع من التسويق يتم بإظهار النجوم ضمن الإعلانات المتلفزة أو الطرقية مثلاً، فقد باتت الطريقة الأوسع انتشاراً اليوم هي جعل النجوم ينشرون على منصات التواصل الاجتماعي حاملين المنتج أو موصين به بشكل مباشر.
في الغالبية العظمى من الحالات تتم هذه الأمور بسلاسة ودون مشاكل، لكن عندما يكون المنتج الموصى به هو منتج تقني، تصبح الأمور معقدة أكثر وعرضة للمشاكل أحياناً، وما حصل مع نجم الكرة المصري والعالمية محمد صلاح مثال على الأمر.
يوم البارحة غرد لاعب نادي ليفربول الإنجليزي على حسابه الشخصي على تويتر، وفي التغريدة عدة صور لصلاح وهو يحمل هواتف من صنع شركة Oppo الصينية والتي تمتلك انتشاراً واسعاً لمنتجاتها في مصر. لكن التغريدة لم تدم طويلاً بل تمت إزالتها بسرعة كبيرة بمجرد اكتشاف أمر تكرر كثيراً في الأعوام الماضية: عندما تغرد من هاتف iPhone، سيظهر شعار يخبر الآخرين بذلك.
من حيث المبدأ بعض التفكير كافٍ ليعرف الجميع أن كون شخصية شهيرة توصي بمنتج ما يعني أن هناك عقد شراكة إعلانية بين الطرفين، أي أن هذه التوصيات لا يوثق بها حقاً، ولا يمكن افتراض كون كل شخصية توصي بمنتج ما تستخدمه أو تفضله بالضرورة.
لكن بالنسبة للمتابعين سيكون من الغريب أن تشاهد إعلاناً لهواتف Oppo منشوراً من هاتف iPhone، وحتى إن كنت تعلم أن محمد صلاح هنا يقوم بإعلان مدفوع هنا، فكون النجم لا يؤمن بالمنتج أصلاً تلقي ظلالاً سلبية على المنتج الذي يبدو وكأنه سيء من جهة/ وعلى النجم الذي يبدو وأنه يقوم بالإعلانات لأي منتج يدفع له المال للإعلان دون أهمية لكونه “يؤمن بالمنتج” أم لا.
بالطبع هذه ليست أول مرة تحدث فيها هذه الأشياء، بل أنها تتكرر طوال الوقت منذ غردت مقدمة البرامج أوبرا (Oprah) عن حبها الشديد لأجهزة Surface اللوحية من Microsoft، لكن تغريدتها كانت من جهاز iPad الذي يعرف بكونه المنافس الأهم في سوق الأجهزة اللوحية.
على العموم لا يمتلك ما حدث أية آثار حقيقية طويلة المدى، لكنه وعلى الأرجح أغضب مسؤولي Oppo، وربما يتسبب بإلغاء الحملة الإعلانية التي تضم محمد صلاح أصلاً.