مع مرور السنوات، بات من الواضح أن صناعة ألعاب الفيديو ليست مجرد موضة مرحلية، بل أنها صناعة مزدهرة للغاية وتنمو بسرعة جيدة جداً، وعلى الرغم من إصرار الكثيرين على أن الحواسيب خيار متفوق على مشغلات الألعاب المخصصة، فمن غير الممكن إنكار انتشار المشغلات المستمر اليوم.
في هذا الموضوع سنتناول أفضل مشغلات الألعاب من حيث عدد النسخ المباعة في التاريخ. لكن من المهم تذكر أن هذا الترتيب يشمل مشغلات الألعاب المنزلية فقط، فهو لا يتضمن المشغلات المحمولة حصراً مثل Sony PSP وNintendo Gameboy.
يجب التذكير بأن الأرقام تشمل الإصدارات الخاصة من كل مشغل، فمبيعات PlayStation 4 تتضمن مبيعات إصداري Slim وPro مثلاً، لكن لا تتضمن القائمة عمليات إعادة الإصدار مثل PlayStation Classic أو NES Classic Edition.
المحتويات
مشغل ألعاب Sony PlayStation 2
تاريخ الإصدار الأول: عام 2000 | عدد النسخ المباعة: 155 مليون نسخة
بعد النجاح المدوي لمشغل ألعاب PlayStation الأصلي في التسعينيات، أصدرت Sony ثاني مشغلات الألعاب الخاصة بها، لكن هذه المرة مع ميزة هامة جداً جعلته يسحق المنافسة تماماً: القدرة على تشغيل الأفلام والموسيقى من أقراص DVD.
في وقت صدوره، كان مشغل PS2 أرخص من الكثير من مشغلات أقراص DVD المستقلة حتى، لذا فقد كان خياراً مثالياً للكثيرين وبالأخص كونه يحقق غايتين معاً: مشاهدة الأفلام، وتشغيل الألعاب. والنتيجة هي أفضل مشغل ألعاب مبيعاً في التاريخ.
للمقارنة، فقد حقق مشغل PS2 مبيعات أكثر بأضعاف من منافسيه الأساسيين Nintendo GameCube (22 مليون نسخة) وXbox (24 مليون نسخة) معاً. ويعتقد أن رقم مبيعاته الهائل سيصمد كأكبر نجاح في تاريخ المشغلات لسنوات عديدة تالية.
مشغل ألعاب Sony PlayStation 4
تاريخ الإصدار الأول: عام 2013 | عدد النسخ المباعة: 109 مليون نسخة
في الجيل الثامن مشغلات الألعاب، كانت المنافسة الأساسية قد انحصرت بين شركتي Sony وMicrosoft، لكن الإعلان الأساسي كان هو الأساس في تحديد من سينتصر في المجال.
عند الإصدار، كان مشغل ألعاب PS4 يكلف 400 دولار أمريكي مقابل 500 لمنافسه Xbox One، كما أنه لم يكن يحتاج للاتصال الدائم بالإنترنت، ومع مجموعة ألعاب حصرية لا تضاهى كان من المنطقي أن يحقق المشغل نجاحات تجارية عظمى خلال فترة حياته.
حتى اليوم لا يزال مشغل ألعاب PS4 هو الجيل الأحدث ضمن الشركة، وحتى مع اقتراب إصدار خلفه PS5 نهاية عام 2020، فمن المتوقع أن يستمر بتحقيق النجاحات لسنوات تالية، ومع أنه لن يتجاوز مبيعات PS2 على الأرجح، فهذا لا يقلل من نجاحه الحالي المستمر.
مشغل ألعاب Sony PlayStation
تاريخ الإصدار الأول: عام 1994 | عدد النسخ المباعة: 102.5 مليون نسخة
بدأت فكرة مشغل ألعاب PlayStation من تعاون بين شركتي Nintendo (التي كانت أكبر مصنعي مشغلات الألعاب حينها) وSony التي كان من المفترض أن تطور إضافة تستخدم أقراص CD لمشغل SNES. لكن وبعد انسحاب Nintendo من الصفقة وجدت Sony نفسها مع الكثير من الأبحاث والمعلومات عن مشغلات الألعاب، وبالتالي قررت دخول المجال والمنافسة ضمنه.
تم الكشف عن مشغل Sony PlayStation والبدء بيعه مع نهاية عام 1994، وبسرعة تمكن من السيطرة على السوق وقلب الطاولة على Nintendo وSega والمنافسين الآخرين، فقد حقق مبيعات أكثر بثلاثة أضعاف من مشغل Nintendo 64 المنافس، واستمر مبيعه حتى عام 2006 ليكون من أطول المشغلات عمراً في التاريخ.
يكمن السر الأساسي لنجاح مشغل ألعاب PlayStation بكونه اعتمد على محرك أقراص ضوئية من نوعا CD بدلاً من أشرطة الألعاب المعتادة، وبالتالي فقد كانت ألعابه تمتلك الكثير من المساحة لتخزين الأشكال ثلاثية الأبعاد ضمنها. بالنتيجة كانت ألعاب PlayStation تبدو متفوقة بمراحل على المنافسين.
أدى نجاح مشغل ألعاب PlayStation إلى تغيير عالم الألعاب تماماً، حيث تسبب مع الوقت بخروج Sega من السوق تماماً، كما أنه قزم شركة Nintendo من المهيمن شبه الوحيد على المجال، إلى شركة أصغر تركز على الألعاب الحصرية بدلاً من المواصفات المتقدمة والرسوميات عالية الدقة.
مشغل ألعاب Nintendo Wii
تاريخ الإصدار الأول: عام 2006 | عدد النسخ المباعة: 101.6 مليون نسخة
بعد تعثر مستمر خلال التسعينيات وحتى مطلع الألفية، عادت Nintendo إلى ساحة المنافسة بقوة مع فكرة جديدة وثورية في الواقع: التحكم بالألعاب عن طريق الحركة بدل اعتماد الضغط على الأزرار فقط.
اليوم بات من المعروف أن التحكم بالحركة فكرة غير جذابة حقاً ومجرد “موضة” ظهرت لبعض الوقت قبل أن تختفي. لكن على عكس تجارب الشركات الأخرى الفاشلة، فقد تمكنت Nintendo من تحقيق نجاحات هائلة بالاعتماد على التحكم بالحركة خلال الجيل السابع من مشغلات الألعاب.
خلال فترة حياته وضع مشغل ألعاب Wii شركة Nintendo في المقدمة من جديد، حيث كان أفضل مشغلات الجيل السابع مبيعاً. كما أكد المشغل أن النجاح ليس مرتبطاً حقاً بعدد الإطارات أو دقة الرسوميات حتى، بل أن العامل الأساسي هو كون اللعبة ممتعة بغض النظر عن جودة رسومياتها.
مشغل ألعاب Sony PlayStation 3
تاريخ الإصدار الأول: عام 2006 | عدد النسخ المباعة: 87.4 مليون نسخة
منذ بدأت شركة Sony إطلاق مشغلات ألعابها منصف التسعينيات، كانت المرة الوحيدة التي فقدت فيها الشركة السيطرة على السوق هي مع الجيل السابع ومشغل ألعاب PlayStation 3، حيث أنه أقل مشغلات الشركة مبيعاً، كما أنه لم يكن أكثر مشغلات جيله نجاحاً كذلك.
على الرغم من أن مشغل PS3 ربح بحرب الصيغ عندما كانت المنافسة محتدمة بين أقراص HD-DVD وBlu-ray، لكن سعره الباهظ للغاية جعله خياراً غير مرغوب به مقابل المنافسين الأرخص وبوضوح.
عند إصداره، كان مشغل PS3 يكلف 500 دولار أمريكي لنسخة 20GB، و600 دولار لنسخة 60GB. بالمقابل، كان الإصدار الأرخص من منافسه Xbox 360 يكلف 300 دولار فقط، بينما كان سعر مشغل Nintendo Wii هو 250 دولاراً فقط.
من المثير للاهتمام أن نفس الخطأ الذي ارتكبته Sony بالتكلفة العالية لمشغل PS3 تكررت في الجيل التالي لكن بشكل معكوس، حيث قفز سعر Xbox One إلى 500 دولار مقابل 400 لمنافسه PS4.
مشغل ألعاب Xbox 360
تاريخ الإصدار الأول: عام 2006 | عدد النسخ المباعة: 85.8 مليون نسخة
من الممكن القول إن مشغل ألعاب Xbox 360 كان أنجح، وبنفس الوقت أسوأ مشغلات شركة Microsoft. فهو الأكثر مبيعاً بين مشغلاتها وبفارق كبير، كما أنه المرة الوحيدة التي اقتربت فيها الشركة من مبيعات منافستها Sony.
السبب الأساسي في مبيعات Xbox 360 الهائلة هو تقديمه لفكرة “Xbox Live” واللعب عبر الإنترنت، ومع أن الفكرة لم تكن جديدة حقاً، فقد كان تطبيقها أفضل من أي منافس آخر، وبالتالي كان الكثيرون يفضلون هذا المشغل، وبالأخص كونه أرخص بمراحل من منافسه من Sony.
المشكلة الأساسية ربما هي أن المشغل كان يعاني من بعض العيوب التصميمية التي تجعل حرارته ترتفع بشكل كبير، وبعد مدة من الاستخدام يتلف المشغل تلقائياً بسبب عيوبه التصميمية. ومع أن هذه المشكلة تم حلها في الإصدارات التالية والمعدلة من المشغل، فقد كان تأثيرها كارثياً.
على الرغم من المبيعات الكبيرة لمشغل Xbox 360، فقد كان خاسراً للغاية لشركة Microsoft. حيث كانت الشركة ملتزمة بالكفالة التي وعدت بها، وبالنتيجة عانت من خسائر كبرى من استبدال مشغلات Xbox 360 التالفة بأخرى خالية من المشاكل.
مشغل ألعاب Nintendo Entertainment System (أو Famicom في اليابان)
تاريخ الإصدار الأول: عام 1983 | عدد النسخ المباعة: 62 مليون نسخة
في مطلع الثمانينيات، كانت صناعة ألعاب الفيديو الفتية حينها على المحك، حيث قادت مجموعة من مشغلات الألعاب وإصدارات الألعاب الرديئة إلى تراجع كبير بالمبيعات واهتمام المستخدمين، حتى أن الصناعة بأكملها كانت على وشك الانهيار. لكن هذا الانهيار لم يحدث حقاً، والسبب بعدم حدوثه هو مشغل ألعاب NES.
بالنسبة لوقته، كان مشغل ألعاب NES قوياً للغاية ومع رسوميات أفضل من أي وقت مضى، لكن ما ميزه حقاً هو معايير الجودة الصارمة التي فرضتها Nintendo، وبدلاً من فوضى الألعاب السابقة، باتت الألعاب تخضع للمزيد من الاختبارات وتحتاج لموافقة Nintendo ليتم نشرها.
بالطبع وكما يعرف الجميع، فقد تم عكس معايير Nintendo الصارمة على شكل بعض من أفضل الألعاب التي لا تزال محبوبة حتى اليوم مثل Super Mario Bros. وThe Legend of Zelda وسواها. وفي حينها قاد المشغل لسيطرة هائلة لـ Nintendo وصلت في ذروتها إلى قرابة 90% من سوق مشغلات الألعاب.
مشغل ألعاب Nintendo Switch
تاريخ الإصدار الأول: عام 2017 | عدد النسخ المباعة: 52.5 مليون نسخة
بعد تعثر ملحوظ لشركة Nintendo ومشغلها المحمول “Wii U”، كانت الأمور تبدو وكأن طريق التراجع والخسائر سيستمر مع الوقت. لكن كل شيء تغير مع إصدار مشغل ألعاب Nintendo Switch الذي يبدو في طريقه ليصبح أفضل مشغلات الجيل الثامن مبيعاً.
على عكس منافسيه، فمشغل Nintendo Switch مشغل محمول مع أداء متواضع للغاية، وحتى أنه أضعف من بعض الهواتف الذكية الحالية. لكن مع كون Nintendo تمتلك بعضاً من أهم سلاسل الألعاب المحبوبة اليوم، وبسبب العدد الكبير من الحصريات، فقد حقق المشغل نجاحاً كبيراً حقاً على مختلف المستويات.
حالياً يعد Switch ثالث أفضل مشغلات الشركة مبيعاً على الإطلاق، لكن ومع كون عمره الافتراضي سيمتد لعدة سنوات تالية، فهناك احتمال حقيقي بأن يصبح الأفضل مبيعاً في تاريخ الشركة بأكمله.
مشغل ألعاب Super Nintendo Entertainment System (أو Super Famicom في اليابان)
تاريخ الإصدار الأول: عام 1990 | عدد النسخ المباعة: 49.1 مليون نسخة
بعد النجاح الكبير لمشغل ألعاب NES، أتى خلفه SNES مع العديد من الميزات الإضافية والألعاب المميزة، حيث استمرت عليه السلاسل الناجحة مثل Super Mario وThe Legend of Zelda، كما أنه تضمن الكثير من الألعاب الجديدة الجذابة للاعبين.
في الواقع يمكن القول بأن مشغل SNES كان من أوائل المشغلات التي تحدت سيطرة ألعاب Arcade، حيث تم إصدار العديد من الألعاب التي لم تكن متاحة للمشغلات سابقاً إليه، مما زاد من نجاحه على الرغم من المنافسة القوية من Sega مثلاً.
لسوء حظ Nintendo، فقد أتى مشغل PlayStation الأصلي في منتصف دورة حياة SNES، وبالنتيجة ظهر الفرق الهائل بالرسوميات والقدرات، وبات مشغل ألعاب SNES يبدو قديماً جداً وعاجزاً على المنافسة. النتيجة هي مبيعات اقل من المتوقع عموماً، وبداية عقدين من التراجع لم ينتهيا إلا مع صدور مشغل Nintendo Wii عام 2006.
مشغل ألعاب Xbox One
تاريخ الإصدار الأول: عام 2013 | عدد النسخ المباعة: 46.5 مليون نسخة
بعد النجاح الكبير جداً لمشغل ألعاب Xbox 360، كان من المتوقع أن Microsoft ستتمكن من أن تصبح منافساً حقيقياً لمشغلات ألعاب PlayStation، أو أن تتفوق عليها حتى. لكن ما حصل كان المعاكس تماماً نتيجة لمجموعة من القرارات الخاطئة والمدمرة.
رسمت Microsoft خططها ليكون مشغلها الأحدث متركزاً على نوع جديد من التحكم الحركي، حيث كان يأتي مع كاميرا Kinect التي تتحسس حركة المستخدم أمامها وتسمح له بالتفاعل مع الألعاب بشكل أفضل وأكثر واقعية ربما. لكن قرار Microsoft هذا كان كارثياً بسبب قلة استخدام المطورين للميزة من جهة، وكون الكاميرا الإضافية جعلت المشغل يكلف 500 دولار أمريكي، مقابل 400 دولار لمنافسه PS4.
ومع إضافة كون مشغلات Xbox لا تدعم تشغيل ألعاب المشغلات السابقة، كما أنها لم تكن تعمل أبداً دون إنترنت (بغض النظر عن كون اللعبة لا تحتاج إلى الإنترنت) جعل الإقبال عليها شبه معدوم لسنوات. بالنتيجة كانت مبيعات Xbox One الأسوأ في تاريخ الشركة في البداية.
لاحقاً تراجعت Microsoft عن الحاجة المستمرة للإنترنت، كما باتت المشغلات متاحة دون كاميرا Kinect غير المرغوب بها، وحتى أنها أضافت ميزة دعم ألعاب المشغلات السابقة بشكل مجاني. بالنتيجة تحسنت مبيعات مشغل Xbox One بشكل كبير، لكنه لا زال بعيداً جداً عن منافسة PS4.
مشغل ألعاب Nintendo 64
تاريخ الإصدار الأول: عام 1996 | عدد النسخ المباعة: 32.9 مليون نسخة
بعدما تمكن مشغل PlayStation الأصلي من تحطيم هيمنة Nintendo على مجال مشغلات الألعاب، حاولت الشركة إدراك الأمر والتركيز على الألعاب ثلاثية الأبعاد للمنافسة، لكن المشكلة الأساسية كانت الاستمرار باعتماد أشرطة الألعاب بدلاً من أقراص CD.
نتيجة قرار Nintendo بعدم استخدام الأقراص الضوئية، كانت ألعاب المشغل محدودة بـ 200MB كحد أقصى، مقابل 700MB لأقراص CD. بالنتيجة ومع أن الألعاب ثلاثية الأبعاد كانت متاحة، فهي لم تكن قريبة حتى من جودة ألعاب PlayStation.
بالإضافة للألعاب الأصغر حجماً (وبالتالي الأقل دقة ومحتوىً)، فقد كان المشغل يستخدم مقبض تحكم ذا تصميم غير معهود وغير مريح للاستخدام. وبالنتيجة خسرت Nintendo مكانها كالمهيمن الأساسي على عالم مشغلات الألعاب.
مشغل ألعاب Sega Mega Drive (أو Sega Genesis في أمريكا الشمالية)
تاريخ الإصدار الأول: عام 1988 | عدد النسخ المباعة: 29.5 مليون نسخة
طوال مسيرة Sega في عالم الألعاب، لم تتمكن الشركة من تحقيق أية أرقام كبيرة، ولم تبع الكثير من المشغلات بالمقارنة مع منافسيها Nintendo ولاحقاً Sony. لكن ولمرة واحدة فقط، وصلت الشركة لأن تكون منافساً حقيقياً (ولو كان غير متفوق) لـ Nintendo.
من حيث المبدأ كان Mega Drive خياراً ممتازاً لمحبي ألعاب الفيديو، وهذا واضح من قدرته على منافسة SNES بقوة. والسبب الأساسي ربما هو شخصية Sonic المحبوبة، والأهم ربما هو ألعاب Arcade التي عدلت لتعمل على المشغل كون العديد منها كانت من صنع Sega نفسها.
لسوء حظ Sega لم يدم نجاح Mega Drive للأجيال التالية، وسرعان ما بدأت الشركة بالخسارة بسرعة، ومن ثم أوقفت قطاع المشغلات تماماً، واكتفت بتطوير الألعاب لمشغلات منافسيها ولو كان الأمر بشكل بطيء ومتباعد.