طوال سنوات عديدة كانت طرق مشاهدة الأفلام والمسلسلات محدودة للغاية، حيث كانت الخيارات محصورة بمشاهدة الفيلم في صالة السينما أو المسلسلات على البث التلفزيوني، أو الانتظار حتى إصدار أقراص DVD لما تريد مشاهدته، أو ببساطة القرصنة والتحميل من الإنترنت لتجنب دفع المال.
بالطبع فكل من الطرق التقليدية كانت تمتلك عيوبها، فانتظار صدور فيلم في السينما ليس دائماً فكرة مناسبة، والمسلسلات التي تعرض في أوقات محددة لا تناسب الجميع، وبالطبع فشراء أقراص DVD استثمار باهظ عادة، عدا عن كون القرصنة تعتبر جريمة في معظم البلدان، وإن تجنبت الملاحقة القانونية فتجنب الجودة السيئة أو البرمجيات الخبيثة ليس مضموناً.
في السنوات الأخيرة ظهر حل بديل للحصول على المحتوى، وكان ذلك الحل هو بث الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت وبشكل غير محدود مقابل اشتراك شهري. ومع تحسن سرعات الإنترنت كان هذا الحل ممتازاً للكثيرين، خصوصاً وأن الاشتراك الشهري رخيص كفاية بحيث أن شراء قرص DVD أصلي واحد عادة ما يكون أغلى منه.
في البداية هيمنت نتفليكس (Netflix) على المجال بشكل شبه كامل، لكن ومع نجاح الخدمة الكبير بدأت العديد من الشركات بالنظر نحو المجال بشكل أقرب، والآن بات المجال تنافسياً أكثر من أي وقت مضى مع عدة لاعبين كبار أهمهم:
المحتويات
خدمة البث نتفليكس (Netflix)
عدد المشتركين الحاليين: 167 مليون مشترك | سعر الاشتراك الشهري: $9 حتى $16 حسب الخطة.
بدأت شركة نتفليكس بخدمة اشتراك وتوصيل أقراص DVD للمستخدمين منذ عام 1997، لكن نجاحها الحقيقي كان خدمة بث المسلسلات والأفلام عبر الإنترنت والتي بدأت عام 2007 وانتشرت بسرعة شديدة كونها حل مثالي ورخيص وسهل للكثيرين.
عبر السنوات تمكنت الخدمة من الحصول على حقوق بث الكثير من الأفلام والمسلسلات المختلفة، لكن مؤخراً أخذ التركيز ينزاح لصالح المحتوى الأصلي. حيث أنتجت الشركة عشرات الأفلام والمسلسلات الجديدة، وبعض هذا المحتوى الأصلي بات معروفاً للغاية وحصد الكثير من الجوائز.
مؤخراً ومع محاولة الكثير من الشركات إنشاء خدمات بث خاصة بها، فقد خسرت نتفليكس الكثير من المسلسلات والأفلام المحبوبة، ومع أن الأمر لم يؤثر على الخدمة التي لا تزال الأكبر في العالم، فالأمور قد تتغير مستقبلاً مع فقدان الشركة للمزيد والمزيد من المحتوى المحبوب.
خدمة البث أمازون برايم فيديو (Amazon Prime Video)
عدد المشتركين الحاليين: 100 مليون مشترك | سعر الاشتراك الشهري: $13.
بدأت الخدمة بشكلها الأولي منذ عام 2006، لكنها كانت متركزة على بيع المحتوى الرقمي بشكل منفصل بدلاً من فكرة الاشتراك الشهري. لكن مع الوقت بدأت الخدمة ببناء مكتبة كبيرة من المحتوى الأصلي والمحتوى المرخص من طرف ثالث.
من حيث المبدأ يشابه أمازون برايم فيديو مبدأ نتفليكس ولو أن مكتبته أصغر بوضوح، لكن الميزة الأساسية ربما هو أن الاشتراك يكون مجانياً لمشتركي خدمة أمازون برايم في معظم البلدان، مما جعل الخدمة من الأكثر انتشاراً في العالم اليوم.
*هذا السعر هو سعر اشتراك أمازون برايم الكامل بما فيه أمازون برايم فيديو. في بعض البلدان من الممكن الحصول على أمازون برايم فيديو بشكل مستقل باشتراك يكلف حوالي 6 دولارات شهرياً.
خدمة البث ديزني بلس (Disney+)
عدد المشتركين الحاليين: 50 مليون مشترك | سعر الاشتراك الشهري: $7.
تعد هذه الخدمة واحدة من الأحدث اليوم كونها لم تصدر حتى نهاية عام 2019، لكنها من الأسرع نمواً دون منازع حيث حققت أكثر من 50 مليون مشترك خلال 5 أشهر فقط من إطلاقها، وهذا الرقم أكبر من أكثر التوقعات تفاؤلاً.
نقطة القوة الأساسية لدة خدمة ديزني بلس هو أن الشركة تمتلك حقوق الملكية لكل ما هو متاح للعرض، ومع كون ديزني تشكل إمبراطورية إعلامية كبرى مع بعض من أكبر استديوهات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، فالخدمة تمتلك مكتبة هائلة من المحتوى مع كون ديزني تقترب من الذكرى المئوية لتأسيسها.
مع تجهيز ديزني لإطلاق خدمة البث، كانت قد سحبت كامل محتواها تقريباً من نتفليكس وخدمات البث الأخرى، وهي الآن مرشحة قوية لتصبح الأكبر في المجال مع مرور الوقت، حيث تتضمن قائمة المحتوى المتاح أموراً مثل:
- كامل إنتاج استديوهات ديزني السينمائية وقنوات ديزني التلفزيونية العديدية.
- كامل عالم Marvel السينمائي.
- جميع أفلام سلسلة Star Wars والمسلسلات المشتقة منها.
- كامل إنتاج استديوهات Pixar.
- National Geographic.
- كامل إنتاج 20th Century Studios.
خدمة البث هولو (HULU)
عدد المشتركين الحاليين: 30 مليون مشترك | سعر الاشتراك الشهري: $6 مدعوم بالإعلانات، أو $12 دون إعلانات.
تعد هذه الخدمة من الأقدم كونها بدأت منذ عام 2007، ومن الأكثر تنوعاً مع المئات من المسلسلات والأفلام المتاحة، لكن وعلى عكس معظم خدمات البث الأخرى، لا تركز هولو على المحتوى الأصلي حقاً، بل أن الغالبية العظمى مما هو متاح في الخدمة مرخص من شركات إنتاج أخرى.
يجدر بالذكر أن الخدمة متاحة في الولايات المتحدة واليابان فقط، كما أنها مملوكة لشركة ديزني. ومع أن الخدمة تبدو مستمرة في الوقت الراهن، تشير معظم التوقعات إلى أن مستقبل الخدمة هو دمجها مع خدمة ديزني بلس لاحقاً.
خدمة البث يوتيوب بريميوم (YouTube Premium)
عدد المشتركين الحاليين: 20 مليون مشترك | سعر الاشتراك الشهري: $12.
مع أن الخدمة بدأت منذ عام 2014، فهي تمتلك عدد مشتركين صغيراً نسبياً عند التفكير بالحجم الهائل لمنصة يوتيوب أصلاً. والسبب الأساسي في عدد المشتركين القليل هو نوع المحتوى الموجود على المنصة.
يستطيع مشتركو يوتيوب بريميوم مشاهدة فيديوهات يوتيوب دون إعلانات في الواقع، كما أن الشركة عملت على إنتاج عدة مسلسلات وأفلام بالتعاون مع صناع المحتوى الكبار على المنصة. لكن يبدو أن المحتوى الأصلي لم يكن جذاباً كفاية في الواقع، ومعظم مشتركي يوتيوب بريميوم الحاليون يستخدمون الخدمة للمشاهدة دون إعلانات ببساطة.
خدمة البث أبل تي في بلس (Apple TV+)
عدد المشتركين الحاليين: 10-30 مليون مشترك | سعر الاشتراك الشهري: $5.
هذه الخدمة هي واحدة من أحدث الخدمات المتاحة حيث أنها لم تظهر حتى مطلع شهر نوفمبر من عام 2019، وعلى عكس منصات البث الأخرى تعرض الخدمة المحتوى الأصلي فقط دون وجود أي محتوى مرخص من طرف ثالث ضمنها.
بسبب العدد القليل من المسلسلات والأفلام المتاحة على الخدمة، فهي واحدة من الأصغر وبفارق كبير عن منصات البث الأخرى. ومع أن Apple قد خصصت ميزانية ضخمة لإنتاج المحتوى الأصلي للمنصة، سيحتاج الأمر لسنوات قبل أن تصبح المنصة كبيرة كفاية للمنافسة الحقيقية.
*العدد غير مؤكد لأن الشركة لا تفصح عن أرقامها، لكن لا يجب الأخذ بالعدد أصلاً كون الغالبية العظمى من المستخدمين يمتلكون اشتراكاً مجانياً لمدة عام بسبب شرائهم لأحد منتجات Apple التي تقدم اشتراكاً مجانياً تجريبياً للخدمة.
بالطبع هناك عشرات خدمات البث الأخرى والتابعة للعديد من شركات الإنتاج المختلفة مثل HBO Now وCBS All Access وخدمات أخرى ستنطلق قريباً. لكن هذه الخدمات أصغر بوضوح ومحدودة جغرافياً، كما أنها لا تشكل أي خطر منافس حقيقي للاعبين الكبار الحاليين.