مع كون الهواتف الذكية اليوم جزءاً مهماً للغاية في حياة معظم الأشخاص، فالميزات العديدة والمتنوعة لم تعد شيئاً يثير إعجاب المستخدمين، بقدر كونها شيئاً يفترض أن يكون موجوداً وغيابه مرفوض، لكن على عكس الشاشات التي نمت بالدقة والحجم، أو الكاميرات التي أصبحت أفضل من أي وقت سبق، أو حتى التصاميم ومستويات الأداء، فهناك شيء أساسي لم يتطور بقدر النواحي الأخرى مما جعله يبدو وكأنه يتراجع: توفير البطارية.
بالنسبة لهواتف الفئة العليا اليوم، بات من الصعب أن يصمد هاتف ذكي ليوم كامل من الاستخدام المتقطع دون الحاجة إلى شحنه أو بعض إجراءات توفير البطارية، فنحن نستخدم الهواتف طوال الوقت حرفياً، وحتى 6 ساعات من وقت تشغيل الشاشة لم تعد كافية بالنسبة للكثير من المستخدمين الذين يريدون المزيد، وعلى الأرجح لا يفضلون حمل بطارية خارجية لشحن الهاتف بعيداً عن المنزل.
هنا سنقدم بعضاً من أهم النصائح التي تفيد في توفير البطارية قدر الإمكان، ومع أن بعضها واضح للغاية ربما، فالكثير منها ليس مألوفاً حقاً.
المحتويات
اخفض سطوع الشاشة قدر الإمكان، وفعِّل السطوع التلقائي
مع كون هواتف اليوم تمتلك شاشات كبيرة الحجم ومستمرة بالنمو عاماً بعد عام، فلا عجب بكون هذه الشاشات تستهلك الكثير من الطاقة لتستمر بالعمل كما هو مطلوب، وكما هو واضح ربما، فكلما كان سطوع الشاشة أعلى كان صرف البطارية أكبر. بالطبع فبعض الحالات تتطلب رفع السطوع حتى الحد الأقصى للرؤية بوضوح، لكن عندما لا تحتاج للسطوع الأعلى فالأفضل أن تقوم بتخفيضه إلى أدنى حد مقبول، فالتغيير ولو قليلاً في السطوع يحدث كل الفرق في توفير البطارية.
في معظم الحالات يعد الأسلوب الأفضل للأمر هو تفعيل السطوع التلقائي، واختيار المستوى المتوسط للسطوع. بهذه الطريقة لن يكون هناك مشكلة بالتعامل مع الهاتف في مختلف ظروف الإنارة سواء تحت أشعة الشمس أو في الظلال بعيداً عن النور. في بعض الحالات قد تجد نفسك بحاجة لتحريك الهاتف لإعادة ضبط السطوع التلقائي، لكن الأمر جدير بالتجربة نظراً للفرق الكبير الذي يحدثه.
توفير البطارية بتخفيض دقة الشاشة
بالنسبة لمعظم الهواتف، لا يعد هذا الخيار متاحاً، لكن في بعض هواتف الفئات العليا (بالأخص من Samsung) حيث تمتلك الشاشة دقة عالية جداً مثل QHD 1440p، عادة ما يوجد خيار ضمن الضبط يتيح تخفيض الدقة إلى خيارات أدنى مثل Full HD 1080p أو Standard HD 720p. بالطبع فتخفيض الدقة يخفض صرف الشاشة بحد ذاتها للطاقة من جهة، كما أنه يخفض المجهود على الشريحة التي تتضمن المعالج ومعالج الرسوميات كون الخرج بات أقل بذلك.
عادة ما يتوافر هذا الخيار في الهواتف التي تستخدم شاشات OLED حصراً، فعلى عكس شاشات LCD تستخدم شاشات OLED عدداً كبيراً من الديودات المضيئة التي تعمل كل منها على حدة لذا يمكن تخفيض الدقة بتقليل عدد الديودات الفعالة. في الحالة العادية للهاتف ودون استخدام نظارات الواقع الافتراضي مثلاً، عادة ما تكون دقة Full HD أكثر من كافية، وفي حال رغبت بتوفير البطارية إلى الحد الأقصى فالتخفيض إلى دقة 720p من شأنه أن يعطي دفعة كبيرة من حيث توفير البطارية.
اقرأ المزيد: ما هو الفرق بين شاشات OLED وشاشات LCD؟ وأيها أفضل لهاتفك الذكي أو للتلفاز
اجعل مدة القفل التلقائي للهاتف أقصر ما يمكن
في الكثير من الحالات لا يتم صرف الطاقة من الاستخدام الحقيقي للهاتف، بل من تركه وشاشته فعالة دون استخدامه ريثما يقوم بالقفل بشكل تلقائي لاحقاً. عادة ما تتراوح مدة الإيقاف التلقائي من نصف دقيقة فقط حتى 10 دقائق (في شاشات OLED) وأحياناً حتى نصف ساعة (في شاشات LCD)، وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص يفضلون خياراً مثل خمسة دقائق، فعلى مدار اليوم تتراكم هذه الدقائق تدريجياً لتستنزف طاقة الهاتف.
في حال كنت تريد الحد الأقصى من توفير البطارية فاختيار أدنى وقت للقفل التلقائي هو حل مفيد للغاية، لكن لا مشكلة في استخدام خيارات أعلى لكن في المجال المنخفض مثل دقيقة أو اثنتين فقط، وفي حال كنت تترك هاتفك كثيراً دون أن تتذكر قفله بنفسك، سيظهر الفرق الكبير بسبب هذا التعديل البسيط.
توفير البطارية بوقف الاهتزاز سواء للإشعارات أو للوحة المفاتيح
على الرغم من أن الهواتف اليوم تبدو كقطع مصمتة من شرائح السيليكون وبطاريات الليثيوم، فهي ليست خالية تماماً من الأجزاء الميكانيكية، والحديث هنا ليس عن آلية تحريك العدسة للتركيز التلقائي، بل لواحدة من الأشياء التي قلما نفكر بها حفاً: الاهتزاز.
يتم الاهتزاز أصلاً عن طريق محرك كهربائي صغير يقوم بتدوير كتلة صغيرة على محور لا يمر من مركز ثقلها، مما يتسبب بجعل الهاتف يهتز بأكمله بالنتيجة، وبالطبع لا داعي لذكر كون المحركات الكهربائية تعمل على الكهرباء التي تقدمها البطارية.
بالنسبة لمعظم الأشخاص يعد الاهتزاز أمراً أساسياً كبديل للرنين عند تلقي الإشعارات، أو لمنح شعور “طبيعي” أكثر عند الكتابة على لوحة المفاتيح التي تظهر على الشاشة، لكن هذه الميزة المحبوبة للغاية تتضمن سلبية أساسية، فكونها جزءاً ميكانيكياً متحركاً يعني أنها تصرف الطاقة بشكل أكبر بكثير من الدارات المكونة من مقاومات ومكثفات صغيرة جداً في شريحة الهاتف، لذا فإيقاف الاهتزاز في الإشعارات وعند الكتابة يظهر فرقاً واضحاً جداً في توفير البطارية وفي بعض الحالات من الممكن أن يوفر حتى ساعة إضافية من العمل.
اقرأ المزيد: كل ما تحتاج لمعرفته عن تقنية الشحن السريع والهواتف التي تدعمها
لا تستخدم اتصال HSPA أو LTE وحاول الاعتماد على شبكات Wi-Fi
في الكثير من الحالات يجد الشخص نفسه مرغماً على استخدام شبكات الهاتف للوصول إلى الإنترنت، سواء كان بسبب السرعات العالية (خصوصاً عبر اتصال LTE) أو بسبب عدم توافر بديل كما عند الخروج من المنزل. لكن الأمر الذي يغيب عن الذهن أحياناً هو كون هذه الشبكات شرهة جداً من ناحية استهلاك البطارية، وعلى عكس شبكات Wi-Fi التي باتت تستهلك كماً قليلاً جداً من الطاقة، فشبكات الجيل الثالث والرابع (ومؤخراً الخامس) قادرة على تخفيض حياة البطارية إلى حد بعيد جداً وبشكل من الممكن ملاحظته بوضوح.
في حال كان لديك الخيار بالطبع، فرهانك الأفضل هو الاتصال عبر شبكات Wi-Fi، فالطاقة التي تستهلكها صغيرة جداً ولا تذكر مقابل تلك الخاصة بشبكات الهاتف، لكن في حال وجدت نفسك غير قادر على الاتصال بشبكة لاسلكية محلية، فمن الأفضل استخدام اتصال HSPA بدلاً من LTE، فعلى الرغم من أنك بذلك تضحي بجزء كبير من السرعة، ففرق توفير البطارية يظهر واضحاً هنا، وبالأخص في حال كنت بعيداً عن أبراج شركة الاتصالات.
أوقف الإشعارات من التطبيقات التي لا تهتم لإشعاراتها
وجود الإشعارات في الهواتف الذكية اليوم هو واحد من الأمور المفيدة للغاية، فهي في الكثير من الأحيان تساعدنا في معرفة المعلومات وما يحصل في التطبيقات المتعددة دون الحاجة لدخول هذه التطبيقات وتفقدها بشكل دوري، لكن بنفس الوقت هناك العديد من التطبيقات التي تسيء استخدام الإشعارات ببساطة، وربما هذا الأمر يظهر جلياً في الألعاب التي تستمر بإرسال الإشعارات بشكل متكرر مزعج لإعادة المستخدم إليها وإبقائه ضمن اللعبة لأطول وقت ممكن.
السماح بإشعارات لتطبيق معين، يعني أن هذا التطبيق يستطيع “الاستيقاظ” بشكل تلقائي كل فترة لإرسال إشعارات جديدة، وهذه العملية تحتاج لقدرة معالجة بالطبع، وفي حال كنت تفعل الاهتزاز تتسبب بصرف الطاقة عن طريقه كذلك، لذا فواحدة من الوسائل المفيدة لأجل توفير البطارية هي إيقاف الإشعارات من التطبيقات والألعاب المزعجة، ويتم ذلك بالضغط مطولاً على الإشعار في Android، أو بالدخول إلى الإعدادات والتغيير من هناك بالنسبة لنظام iOS.
لا تقم بالإغلاق القسري للتطبيقات التي تستخدمها بشكل دوري
واحدة من أكثر المفاهيم الخاطئة المنتشرة لدى المستخدمين اليوم هي الهوس الغير مبرر بإفراغ ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) طوال الوقت، و”قتل” التطبيقات (إيقافها قسرياً أو إزالتها من قائمة التطبيقات الأخيرة).
بالنسبة للعديد من متبعي هذه الطريقة الضارة عادة ما يكون المبرر هو كون بقاء التطبيقات فعالة في الخلفية يستنزف البطارية بشكل كبير وبالتالي فإيقافها قسرياً هو حل توفير البطارية. بالطبع فهذا الاعتقاد خاطئ تماماً والاستمرار بالإغلاق القسري للتطبيقات يحدث نتيجة عكسية.
بالنسبة للألعاب مثلاً أو التطبيقات التي لا تستخدمه إلا نادراً، فليس من السيء أن تقوم بإزالتها من قائمة التطبيقات الأخيرة أو حتى إغلاقها قسرياً في الواقع، لكن عند الحديث عن التطبيقات المستخدمة بشكل دوري مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الرسائل أو سواها، فإغلاقها قسرياً غير مفيد أبداً كون ذلك لن يوفر البطارية (ستستمر إشعاراتها بالظهور على أية حال)، كما أن إعادة فتحها في المرة التالية يعني أن الهاتف سيجبر على بدأها من جديد بدلاً من استعادتها من الذاكرة، وبدأ التطبيقات ليست بالمهمة البسيطة في الواقع، بل أنها مستهلكة للطاقة وبالنتيجة ستخسر حياة البطارية مع اتباع أسلوب الإغلاق القسري.
اقرأ المزيد: 6 أساطير عن بطاريات الهواتف عليك التوقف عن تصديقها
لا تستخدم التطبيقات التي تدعي توفير البطارية
بداية من تطبيقات شهيرة مثل DU Battery Saver وBattery Doctor، هناك عشرات إن لم يكن مئات التطبيقات التي تملأ متاجر Google Play وApp Store مع ادعاء مشترك بينها جميعاً: قم بتثبيت هذا التطبيق وسيقوم بتوفير البطارية ومساعدتك على الشحن بشكل أسرع وغيرها من الادعاءات، وكما العادة تجد هذه التطبيقات طريقها إلى ملايين الهواتف حول العالم وبالأخص لمن لا يمتلكون معرفة تقنية كبيرة حقاً، لكن الواقع هنا معكوس تماماً: هذه التطبيقات هي من تتسبب بقتل بطارية هاتفك أسرع.
المشترك بين هذه التطبيقات عادة هو كونها تقوم بإغلاق التطبيقات التي تعمل في الخلفية بحجة الحفاظ على البطارية، وفي بعض الأحيان تتوسع أكثر بحيث تتضمن واجهات تظهر على شاشة القفل أثناء الشحن مثلاً. النقطة الأولى هي مشكلة بحد ذاتها حيث شرحنا أثرها السلبي في الفقرة السابقة، والنقطة الثانية مشكلة أكبر في الواقع، فأنت هنا تحتفظ بتطبيق يعمل دون فائدة حقيقية، وعلى عكس معظم التطبيقات التي تبقى ساكنة دون نشاط في الخلفية، لا يتوقف نشاط هذا النوع من التطبيقات، وسرعان ما يظهر أثرها السلبي مع بطء ملحوظ في الهاتف من جهة، وانخفاض في توفير البطارية من الجهة الأخرى.
استخدم السماعات السلكية بدلاً من تلك اللاسلكية
حالياً بدأت السماعات اللاسلكية التي تستخدم تقنية Bluetooth بدلاً من الأسلاك والمنافذ التقليدية بالانتشار أكثر وأكثر خصوصاً مع تخلي العديد من الشركات عن منفذ السماعات من قياس 3.5mm، ومع أن هذه السماعات عادة ما تلغي الكثير من الإزعاج الناتج عن تشابك الأسلاك مثلاً، فهي باعتمادها على تقنية Bluetooth تستنزف البطارية أكثر، ومع أن هذا الاستنزاف بطيء نوعاً ما في وضع الخمول، فهو ملحوظ فعلياً عند الاستخدام الفعال للسماعات.
بالطبع فمدى تحسن البطارية نتيجة التخلي عن استخدام السماعات اللاسلكية يعتمد على عاملين أساسيين: مدة استخدام السماعات أصلاً، وعمر الهاتف كذلك، حيث أن الهاتف الأقدم كانت تستهلك كمية أكبر من الطاقة لميزات مثل Bluetooth، بينما انخفض هذا الاستهلاك بشكل كبير في الأعوام الأخيرة، لكن في حال كنت تمتلك هاتفاً من موديل قديم نسبياً، وتستخدم السماعات اللاسلكية طوال الوقت، فالانتقال للسماعات السلكية على الرغم من كونه مزعجاً من شأنه توفير البطارية.
أوقف خدمات تحديد الموقع، أو اضبطها إلى الدقة الأدنى
بالطبع فالجميع يعرف أن خدمات تحديد المواقع تستهلك البطارية، وكلما كان الشخص في أماكن نائية أكثر كلما ازداد هذا الاستهلاك، لكن هنا من المهم التمييز بين نوعين من تحديد المواقع، فالدقة المنخفضة تعني أن الهاتف يعتمد علة الشبكات اللاسلكية المحيطة بك وشبكة الهاتف لتحديد مكانك مع هامش خطأ كبير نسبياً، ومع أن هذه الخدمة تستهلك البطارية فاستهلاكها منخفض للغاية. بالمقابل يتم استخدام الأقمار الصناعية لتحديد المواقع بدقة عالية، وكما هو متوقع فهذا الأمر عادة ما يستنزف البطارية إلى حد بعيد ف حال استخدامه لفترات ممتدة من الزمن، لذا فالحد من استخدام خدمات تحديد الموقع من شأنه أن يوفر بعض الطاقة بالأخص في الهواتف الأقدم.
قم بتحديث التطبيقات بشكل دوري أو فعل التحديث التلقائي
قد يبدو الأمر وكأنه لا يوجد رابط حقيقي بين تحديث التطبيقات وتوفير البطارية، لكن مع نظرة أقرب يتضح الاتصال المباشر، فالعديد من التطبيقات تعاني من مشاكل في بعض إصداراتها، وواحدة من أكثر المشاكل انتشاراً هي الاستهلاك الأكبر من اللازم لطاقة البطارية، لذا فتحديث التطبيقات بشكل منتظم يساعد على تقليل احتمال لبقاء نسخ تعاني من المشاكل في هاتفك، وفي الكثير من الحالات يساعد ذلك على تحسين حياة البطارية وإبقاء أداءها منتظماً وقابلاً للتوقع.
قم بتفعيل وضع حفظ الطاقة (توفير البطارية) إن كان متاحاً في هاتفك
ربما تبدو هذه النصيحة كأكثر أمر واضح على الإطلاق، لكن الأمر هنا لا يقتصر على وضع حفظ الطاقة الاعتيادي فقط والذي يقوم بالحد من سطوع الشاشة ودقتها بالإضافة لتخفيض تردد المعالج، بل استخدام وضع “التوفير الفائق للطاقة” الذي ياتي في أنظمة بعض هواتف Android ويتيح تحويل الهاتف إلى ما يشبه هاتفاً بدائياً في الواقع مع إيقاف جميع الخدمات والتطبيقات غير الأساسية، وحتى تحويل العرض للأبيض والأسود مع سطوع منخفض جداً للشاشة.
هناك حالتان مختلفتان يفيد فيهما هذا الوضع، الأول هو كون بطارية الهاتف تشارف على الانتهاء وأنت تعرف أنك ستحتاجها لاحقاً بعد مدة من الزمن، حيث يشكل هذا الوضع بديلاً مثالياً لإيقاف التشغيل كونه يسمح باستقبال المكالمات والرسائل. الحالة الثانية هي معرفتك أنك لن تحتاج لاستخدام الهاتف لوقت من الزمن، حيث يمكن تفعيل الوضع وجعل الهاتف يصمد لساعات دون أن يفقد كمية كبيرة من الطاقة.