منذ بدأ الاتحاد السوفييتي السباق نحو الفضاء مع القمر الصناعي Sputnik-1 عام 1957، أثبتت الأقمار الصناعية أهميتها كتقنية حديثة في حياتنا اليومية. وبينما كانت تستخدم للأغراض العسكرية والتجسسية حصراً في البداية، فقد تغير الأمر تدريجياً وباتت الأقمار الصناعية أساسية في العلوم والاتصالات والإعلام وسواها.
عبر السنوات تم إطلاق آلاف الأقمار الصناعية لتدور حول الأرض ولمختلف الغايات، لكن اليوم هناك منها 2,218 قمراً صناعياً حسب قاعدة بيانات منظمة Union of Concerned Scientists.
ومن هذه الأقمار الصناعية يمكن ملاحظة ظاهرتين أساسيتين في الواقع.
المحتويات
المدار الأرضي المنخفض (LEO) هو الأكثر استخداماً
يقع المدار الأرضي المنخفض (Low-Earth Orbit) ضمن المجال بين 180 حتى 2000 كيلومتر بعيداً عن الأرض، وبالطبع فهو الأسهل والأقل تكلفة للوصول إليه، لذا من المنطقي كونه المفضل للكثير من الأقمار الصناعية.
في الواقع يضم المدار الأرضي المنخفض محطة الفضاء الدولية، وكذلك تلسكوب هابل (Hubble Telescope) الشهير. والأهم ربما هو أنه يتضمن الأقمار الصناعية المخصصة للاتصالات أو البحث العلمي، حيث أن قربه من الأرض مفيد للغاية لذلك.
بالطبع فالمدار الأرضي المنخفض ليس الوحيد، حيث أن هناك العديد من الأقمار التي تحتاج لمدارات أخرى تناسب استخداماتها وغاياتها.
تدور أقمار نظام تحديد المواقع GPS وأنظمة تحديد المواقع الأخرى في المدار الأرضي المتوسط مثلاً، حيث أن مداراً ببعد 20 ألف كيلومتر مناسب لغاياتها، كما أنه يسمح بتغطية مناطق أوسع من الأرض معاً بدلاً من المدارات القريبة التي تمنع ذلك.
وبالوصول لأقمار البث التلفزيوني، فهي الأبعد عادة، حيث تدور على بعد 35,786 كيلومتراً من الأرض، وذلك لكي يكون مدارها متزامناً مع دوران الأرض، وبالتالي تبقى مسلطة نحو بقعة جغرافية واحدة فقط بدل الحركة في كل مكان.
اقرأ المزيد: الأقمار الصناعية: ما هي، كيف تعمل، وما أنواعها؟
الولايات المتحدة لا تزال المهيمنة على الأقمار الصناعية
مع أن الاتحاد السوفييتي هو من بدأ سباق الأقمار الصناعية، فالولايات المتحدة هي الفائز وبفارق كبير. حيث أن الاقتصاد الأمريكي الأقوى سمح بازدهار صناعة الأقمار الصناعية التي باتت تستخدم لمختلف الغايات بعد إتاحتها.
تسيطر الولايات المتحدة على 45% من مجال الأقمار الصناعية اليوم. وهذه النسبة هائلة للغاية بالطبع. حيث أن أقرب المنافسين هم الصين مع 323 قمراً صناعياً، وروسيا مع 164 قمراً صناعياً فقط.
في الواقع، هناك عشرات البلدان التي لا تمتلك أية أقمار صناعية أصلاً. وحتى بين تلك التي تمتلك، فالغالبية تمتلك أعداداً قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، والكثير منها أقمار صناعية قزمة باوزان لا تتجاوز بضعة كيلوجرامات فقط (بالمقابل وزن قمر البث التلفزيوني المعروف Nilesat هو 1700 كيلوجراماً).
مع الوقت من الواضح أن هناك المزيد من البلدان التي تدخل في السباق نحو الفضاء، ومع عمليات الإطلاق الكبرى التي تتضمن إطلاق عشرات الأقمار الصناعية معاً، فالمجال يسير نحو النمو أكبر وأكبر على ما يبدو.
مصدر الشكل التوضيحي: Statista .com