مع تقديم Apple للجيل الجديد من هواتف iPhone لعام 2018، كان السؤال الأساسي لدى الكثيرين هو ما مدى صحة التسريبات السابقة؟ حيث أن الحديث يدور منذ أشهر عن ثلاثة هواتف ستصدر هذا العام، واحد منها هو خلف هاتف iPhone X بينما الآخر هو إصدار مشابه مع شاشة أكبر. هذان الهاتفان هما ايفون 10 اس وايفون 10 اس ماكس وقد تناولناهما سابقاً في هذا المقال. لكن الهاتف الثالث في التسريبات كان من المفترض أن يكون خياراً رخيصاً في الواقع، وأشبه بخلف لهاتف iPhone SE.
في الواقع ما حصلنا عليه لم يكن أبداً الهاتف المنتظر أن يكون رخيصاً. فعلى الرغم من أن فرق السعر بين هاتف ايفون اكس ار وقرينيه واضح للغاية، فهو لا زال يكلف سعر هاتف ذكي من الفئة العليا في الواقع. وبالتأكيد فهو ليس خياراً اقتصادياً أو مناسباً لمن يريدون اقتناء هاتف iPhone دون دفع الكثير من المال. (لهذه الغاية الخيار الأفضل هو iPhone 7 حالياً). على العموم فالهاتف يبدو في مكان غريب عموماً، فهو واقع في الوسط بين من يريدون هاتف ايفون بسعر أدنى، ومن يريدون أفضل هاتف ايفون متاح.
اقرأ المزيد: مراجعة ايفون اكس اس مراجعة هاتف ايفون اكس اس ماكس
المحتويات
تصميم ايفون 10 ار: مزيج بين الهواتف السابقة
من الممكن وصف تصميم هاتف ايفون 10 ار بعبارة بسيطة نسبياً: مزيج بين ايفون 8 وايفون 10. فالهاتف كبير الحجم نسبياً يأتي مع تصميم خلفي شبه مطابق لتصميم هاتف iPhone 8: لوح زجاجي خالٍ من أية معالم سوى شعار الشركة وكاميرا مفردة بارزة في الزاوية، وبالطبع الإطار المصنوع من الألمنيوم. بالمقابل ومن الأمام يبدو الهاتف أشبه بمحاولة غير مقنعة تماماً لتقليد هاتف iPhone X. فاستخدام شاشة LCD مع حواف أعرض من حواف هاتف ايفون 10 تجعل مظهر الهاتف أقرب إلى هواتف شاومي أو هواوي من الفئات الدنيا في الواقع.
وعلى الرغم من أن الغلاف الخارجي لا يعكس المضمون أبداً، كما أنه لا يزال أنيقاً للغاية من الخلف على الأقل. فمنظر الهاتف من الأمام يبدو غريباً ولو لوهلة. فهو ايفون 10، لكن ليس تماماً. ربما يكون هذا الأمر نتيجة الاعتياد على مظهر ايفون 10 عموماً، لكن مظهر هذا الهاتف عموماً لا يعطيه طابع كونه من صنع ابل.
لكن وعلى أي حال فالنقطة التي تحتسب لصالح الهاتف هو كون حوافه متناسقة من حيث السماكة. فعلى عكس معظم الهواتف التي تحاول محاكاة تصميم ايفون 10، لا يمتلك هاتف ايفون 10 ار حافة سفلية أعرض من البقية. وهذه النقطة بالتحديد تجعله أفضل تصميمياً من معظم هواتف اندرويد التي حاولت استنساخ تصميم النتوء أعلى الشاشة من هاتف ايفون 10.
شاشة هاتف ايفون 10 ار: سمها ما شئت، لا تزال شاشة LCD
كما هو معتاد من Apple، فتسمية أجزاء الهواتف لإعطائها حجماً ومكانة أكبر من الواقع هي جزء أساسي من طريقة التسويق. ومع شاشة “Liquid Retina” الجديدة لهاتف ايفون 10 ار من الواضح أن الشركة لا تريد التركيز على كون الهاتف هو الوحيد مع شاشة LCD حالياً بين الهواتف الثلاثة. كما أن الهاتف يمتلك دقة ومعدل بكسلات بالإنش أصغر بشكل ملحوظ من الهاتفين الآخرين.
لا شك بأن ابل قد حققت إنجازاً في الواقع بقدرتها على استخدام شاشة LCD مع حواف نحيفة إلى هذه الدرجة. فمع أن حواف هاتف ايفون 10 ار (لا أحد يعلم لماذا حرف ار بالتحديد مستخدم) أكبر بوضوح من حواف هاتفي ايفون 10 اس وايفون 10 اس ماكس، فهي لا تزال نحيفة للغاية ولا تتسع لشاشة LCD معتادة. لذا وبشكل جزئ على الأقل فالشاشة مثيرة للإعجاب في هذا الخصوص.
الجزء المخيب على أي حال هو الدقة المنخفضة للشاشة في الواقع. فعلى الرغم من أن الشاشة كبيرة نسبياً وبقياس 6.1 إنش، فدقتها منخفضة للغاية: 828 * 1792. هذه الدقة مقارنة بحجم الشاشة تعني أن الهاتف لن يقدم تجربة عرض موازية للهواتف ضمن فته السعرية، أو هواتف ايفون من السنوات السابقة. والمثير للاهتمام أن هذا الهاتف هو أول هاتف ايفون (منذ صدور iPhone 6S) يأتي دون ميزة اللمس ثلاثي الأبعاد (حساسية الشاشة للضغط.
أداء ايفون 10 ار
ربما النقط الأساسية التي تحتسب لصالح هاتف iPhone XR هي كونه يمتلك نفس الشريحة الخاصة بالهاتفين الآخرين الجديدين: A12 Bionic. ومع كون الشريحة الجديدة تستخدم معمارية 7 نانومتر وتأتي كتحديث لشريحة A11 الصادرة العام الماضي والقوية للغاية، فمن الواضح أن الهاتف سيقدم مستوى أداء ممتازاً وعلى الرغم من أنه يمتلك ذاكرة وصول عشوائي أقل من الهاتفين الآخرين (3GB مقابل 4GB في ايفون اكس اس) فالأمر لن يكون مشكلة على الأرجح، فهاتف ايفون 10 يقدم أداءً ممتازاً باستخدام نفس المساحة.
على العموم وعلى عكس هاتفي ايفون اكس اس وايفون اكس اس ماكس، فالهاتف الجديد لا يمتلك خيار مساحة تخزين داخلي أكبر من 256GB. لكن هذا الأمر لن يكون مشكلة في الواقع، فهذه المساحة كبيرة للغاية أصلاً، وبالنسبة لمعظم المستخدمين فهي أكثر بكثير من كافية.
كاميرا جيدة، لكن مفردة
على عكس كل من هاتفي ايفون اكس اس وايفون اكس اس ماكس، فهاتف ايفون اكس ار يمتلك كاميرا خلفية مفردة وليس كاميرا مزدوجة. بالطبع فهذا سيجعل جودة الصور الملتقطة باستخدامه أقل من الهاتفين الآخرين، لكن الفرق لن يكون كبيراً كفاية ليجعل الهاتف سيئاً. فالهاتف يستخدم نفس العدسة الأساسية في الهاتفين الآخرين، لكن دون عدسة ثانوية. عموماً فأداء الكاميرا من المفترض أن يكون جيداً، والأمر المثير للاهتمام هو قدرة الهاتف على استخدام وضع Portrait Mode ولو بكاميرا واحدة، حيث يعتمد على البرمجيات لتشويش الخلفية.
من حيث الأرقام فالكاميرا الخلفية للهاتف بدقة 12MP مع عدسة بفتحة f/1.8 مما يجعلها مشابهة جداً لما هو موجود في هاتف iPhone 8. لكن مع فرق وحيد هو حجم بكسل أكبر، مما يعطيها أفضلية ولو جزئية في الاوقع. الكاميرا الأمامية مطابقة للهاتفين الآخرين: 7MP مع فتحة f/2.2، أي أنه يستطيع التقاط صور سيلفي تماماً كما الهاتفان الآخران. وبالطبع يستطيع الهاتف تسجيل الفيديو بدقة 4K بالكاميرا الخلفية، ودقة Full HD بالكاميرا الأمامية.
التعرف على الوجوه واستمرار غياب البصمة
كما هو الأمر في هاتف ايفون 10، لا يمتلك الهاتف حساساً للبصمة، بل يعتمدان كلياً على تقنية التعرف على الوجوه المتقدمة التي قدمتها الشركة العام الماضي. ومع أن التعرف على الوجوه أثبت كونه خياراً جيداً جداً للأمان وفتح قفل الهاتف، فوجود حساس للبصمة كان ليجعل الأمور أفضل بكثير من حيث الخيارات المتعددة لفتح القفل. لكن من الواضح أن Apple قد تخلت تماماً عن حساس البصمة، وهواتف ايفون المقبلة ستستمر بالاعتماد على التعرف على الوجوه، فالأمر واضح من كون جميع هواتف هذا العام مجردة من حساس البصمة.
حياة بطارية أطول لكن دون زيادة في الحجم
لم تقدم الشركة أي معلومات حقيقية عن سعة البطاريات الموجودة في أي من الهواف الجديدة، أي أننا يجب أن ننتظر قيام أحد مثل قناة JerryRigsEverything أو iFixit بفتح الهاتف لمعرفة حجم البطارية الحقيقي. على العموم فقد قالت الشركة خلال المؤتمر بأن الهاتف سيقدم ساعة ونصف من حياة البطارية الإضافية مقارنة بهاتف ايفون 8 بلس. وهذا ما يفترض أن يعني أن أحياة البطارية ستكون جيدة نسبياً.
كما العام الماضي فالهواتف الجديدة تأتي مع ميزات الشحن اللاسلكي والشحن السريع. لكن الجزء المخيب هنا هو أن الهواتف لن تأتي مع شواحن سريعة على ما يبدو، بل يجب أن تشتري شاحناً سريعاً بنقسك وبشكل منفصل. هذا الأمر يعني أنك ستحتاج لدفع حوالي 75 دولاراً إضافياً للحصول على الشحن السريع في الهاتفين الباهظين للغاي أصلاً.
السعر: ليس مناسباً للجميع حقاً
مع كون هاتف ايفون اكس ار قد تم تقديمه خلال الجزء الأخير من المؤتمر الخاص بآبل، فقد كان من الواضح أن هناك تمهيداً مسبقاً لكون الهاتف هو الأرخص بين المجموعة. فعلى الرغم من امتلاكه لبعض من أهم ميزات الهاتفين الآخرين فهو يضحي ببعض الأشياء مثل الكاميرا المزدوجة وشاشة OLED لإبقاء السعر مخفضاً نسبياً.
على أي حال سيكلف الهاتف 749 دولاراً كحد أدنى لموديل 64GB، ويرتفع السعر حتى 899 دولاراً في حال اخترت أعلى مساحة تخزين متاحة: 256GB. هذا السعر يضع الهاتف بسهولة ضمن الفئة العليا من الهواتف، مما يعني أنه ليس هاتفاً موجها للجميع حقاً بغض النظر عما تقترح الألوان البراقة المتاحة له. في حال كنت تريد هاتف ايفون رخيصاً نسبياً، فالخيارات الأفضل الآن هي iPhone 7 أو ربما iPhone 8.
نظرة نهائية: هل يستحق الهاتف الترقية إليه حقاً؟
يقع هذا الهاتف في مكان غريب للغاية وغير معتاد في الواقع. فهو ليس مناسباً لمن يريدون سعراً منخفضاَ حقاً، كما أنه يفتقد لبعض الميزات مما يجعله أقل رغبة بوضوح من نظيريه باهظي الثمن. عموماً يبدو أن النقطة الأساسية التي تحتسب لصالح هذا الهاتف هي مستوى الأداء العالي. لكن في حال منت تمتلك هاتفاً بأداء عالٍ أصلاً مثل ايفون 10، فالأفضل أن تبقى على استخدام هاتفك وتتجنب هذه الترقية في الواقع.