في الهواتف الذكية، الحواسيب، الكاميرات وأي شيء يقبل إضافة مساحة تخزين إضافية. لا يمكن إنكار أن بطاقات الذاكرة من نوع SD هي المعيار العالمي المهيمن في مجالها دون منازع. لكن هل تأملت شعار بطاقات الذاكرة هذه في السابق؟ إن نظرت إليه ستلاحظ أن حرف D في الشعار يبدو أشبه بقرص ضوئي!
بالطبع يعرف الجميع أن “SD” هي بطاقات ذاكرة تعتمد على ذاكرة الفلاش، وهي تأتي بعدة قياسات مختلفة مع سعات تتراوح لتصل حتى 1TB وسرعات نقل متفاوتة. بالنتيجة يبدو من الغريب أن شعار بطاقة ذاكرة يتضمن قرصاً ضوئياً وهو تقنية بعيدة كل البعد عن بطاقات الذاكرة.
ربما تظن أن القرص مجرد مصادفة، أو أن تصميم الشعار لم يكن يقصد ذلك حقاً بالأخص أن بعض التصاميم تظهر الشعارين دون التقطعين في حرف D. لكن في الواقع حرف D في الشعار هو لقرص ضوئي بدون شك، وسبب وجوده غريب نوع ما.
المحتويات
حروب الصيغ عبر السنوات
في أواخر السبعينيات وخلال الثمانينيات كان هناك صيغتان أساسيتان لأشرطة الفيديو الممغنطة: Betamax التي طورتها Sony، ومقابلها VHS التي طورتها شركة JVC. وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن استمر الأخذ والرد بين الصيغتين بشكل حير المستخدمين وقسم صناعة الفيديو بأكملها. في النهاية انتصر VHS وبات المهيمن على السوق.
في مطلع الألفية حصل صراع مشابه بين كل من أقراص HD DVD وBlu-Ray، وكما السابق استمر لعدة سنوات قبل أن ينتهي بفوز Blu-Ray. في الواقع وطوال تاريخ التقنية لطالما كانت هناك معايير متنافسة تسبب الانقسامات بين المستخدمين والشركات.
خلال منتصف التسعينيات كان هناك عوامل تشير إلى حرب صيغ جديدة، حيث كانت عدة شركات تعمل على تطوير قرص ضوئي جديد كخلف لأقراص CD مع مساحة تخزين أعلى وفيديو بجودة أفضل ولوقت أطول. في حينها كان المتنافسان هما صيغة DVD ومقابلها صيغة “Super Density Disk” التي عملت عليها Toshiba ودعمتها عدة شركات أخرى.
اقرأ المزيد: من أين أتت أسماء الشركات التقنية الكبرى، وماذا تعني أسماؤها؟
كيف ظهر القرص الضوئي في شعار SD
على عكس كل حروب الصيغ السابقة والتالية، لم تقم حرب التسعينيات بشكل حقيقي، بل أن الشركات التي تدعم كلاً من DVD وSuper Density Disc اتفقت على معيار موحد للجميع هو DVD. بالنتيجة وجدت Toshiba نفسها مع شعار لا تحتاج لاستخدامه وتم تركه جانباً.
لاحقاً في عام 1999 عملت كل من Toshiba وSan Disk وPanasonic على تطوير معيار جديد لبطاقات الذاكرة خلفاً لمعيار MMC السابق. ومع كون المعيار الجديد كان يركز على أمان حقوق الملكية الرقمي، فقد سمي “Secure Digital”.
عندما تم الإعلان عن معيار SD عام 2000 وجدت Toshiba أن لا حاجة لتصميم شعار جديد للمنتج، حيث أنه يمتلك نفس الأحرف الأولية لمشروعها السابق في مجال الأقراص الضوئية. ببساطة ألصق الشعار القديم بالمعيار الجديد بسبب تشابه الأحرف فقط دون أي اهتمام لكون الشعار يتضمن قرصاً ضوئياً.
اقرأ المزيد: وسائط التخزين الخارجي قبل سيطرة الفلاشات والأقراص الصلبة الخارجية
عموماً ربما القرص الضوئي في الشعار ليس مشكلة حقاً، فالكثيرون لا يعرفون بوجوده أصلاً، وحتى نحن لم ننتبه إليه حتى بعد سنوات طويلة من الاستخدام المتكرر إلا بالمصادفة فقط.