في حال قمت بالبحث بين الملحقات التي عادة ما تصلها بحاسوبك بشكل دوري، فبغض النظر عن طراز الحاسوب ستجد أن الوصلات المهيمنة دون منازع هي وصلات يو اس بي (USB)، فكل شيء بداية من وسائط التخزين الخارجي وحتى الطابعات والماسحات الضوئية الحديثة تستخدمها، ومع فقدان مختلف أنواع المنافذ الأخرى فمنافذ يو اس بي (USB) هي الوحيدة الصامدة طوال الوقت حالياً والتي لا يبدو أنها سترحل في أي وقت قريب.
على أي حال فهيمنة يو اس بي (USB) الحالية لم تكن كذلك على الدوام، ومع أن هذه الوصلات رافقت معظم الأشخاص خلال كامل فترة معرفتهم بالحواسيب أصلاً، فهي حديثة نسبياً حيث لم تظهر حتى عام 1996، ولم تصبح المنافذ المعتمدة لكل شيء تقريباً حتى وقت لاحق في مطلع الألفية.
في هذا المقال سنتناول الأجيال المختلفة والأشكال المتعددة لمنافذ يو اس بي (USB)، والطريقة التي تطورت بها مع الزمن بداية من الجيل الأول ذي السرعات المنخفضة للغاية، وحتى الأجيال الأخيرة التي باتت تقدم سرعات تصل حتى 20Gb/s وتيارات أعلى من حيث التوتر والشدة.
المحتويات
الأجيال المتعددة لوصلات يو اس بي (USB)
حالياً تعد وصلات USB 3.2 هي الموديل الأحدث والجيل الأخير من USB، لكن مع كونها لم تصدر حتى عام 2017 فهي لا تزال غير متوافرة حقاً على المستوى التجاري، وعلى الأرجح أنها لن تكون متاحة حقاً حتى عدة أعوام تالية، لكن المشوار الذي امتد لأكثر من 22 عاماً يتضمن العديد من المحطات الأخرى بالطبع:
الجيل الأول من يو اس بي: USB 1.x
بعد تعاون بين 7 شركات كبرى في المجال التقني، صدرت معايير “الناقل التسلسلي العالمي” أو اختصاراً USB للمرة الأولى عام 1996، حيث تم تحديد شكل الوصلة المستطيلة الشهير، كما حددت المميزات الخاصة بهذا النوع من الاتصال حيث كانت محدودة للغاية حتى بالنسبة لوقتها، ومع سرعة قصوى لا تتعدى 12Mb/s (أي 1.5 MB/s فقط) فقد كانت هذه الوصلات بعيدة للغاية ع المقدمة، وحتى وصلات FireWire التي سبقتها بعامين كانت تقدم سرعات تصل حتى 400Mb/s (أي أسرع بأكثر من 30 ضعفاً).
واحدة من العقبات الأساسية التي وقفت أمام USB في بدايتها هي السرعة المنخفضة من جهة، وغياب أي نمط مصغر منها سوى USB Type B (التي سنتحدث عنها في فقرة لاحقة)، ومع كون الجيل الثاني من وصلات USB صدر لاحقاً عام 2000 (بعد 4 سنوات فقط) لم ينجح هذا الجيل من الوصلات بتحقيق الانتشار الواسع المرجو حقاً، وبالنسبة لمعظم مستخدمي USB حتى ممن عاصروا هذا الجيل فهم لم يستخدموه حقاً.
اقرأ المزيد: ما هو نظام تحديد الموقع العالمي (جي بي اس GPS)؟ كيف يعمل، ولماذا هو متاح مجاناً؟
الجيل الثاني من يو اس بي: USB 2.0
بعد 4 سنوات فقط من الإصدار الأصلي لوصلات USB وذلك في عام 2000، وبالطبع فقد كان التغيير الأساسي هو السرعة التي ارتفعت 40 ضعفاً من 12Mb/s فقط إلى 480Mb/s سمحت لهذه الوصلات أخيراً بالتفوق على السرعات المقدمة من قبل وصلات FireWire. وبالإضافة للسرعة الأعلى فقد تم إضافة قياسات جديدة هي Mini USB في البداية، ولاحقاً Micro USB بعد عدة تعديلات حسنت التقنية إلى حد بعيد.
على الرغم من أن وصلات USB 2.0 من القياس الكامل مطابقة لسابقتها بشكل يسمح باستخدام الأجهزة المصممة للوصلات الأقدم، فقد كانت تحمل معها استطاعة أكبر تتيح شحن الأجهزة الإلكترونية بتيارات تصل حتى 5A كما تسمح بتقديم تيار 1.5A أثناء تبادل الملفات. على أي حال فالتغيير الأهم ربما هو السماح باستخدام الأجهزة الملحقة مثل الهواتف والفلاشات مع بعضها البعض دون الحاجة لوجود حاسوب وهذا ما بات معروفاً باسم USB On-The-Go حالياً.
تمكن هذا الجيل من الوصلات من تحقيق انتشار كبير للغاية، وعلى الرغم من أنه صدر قبل حوالي 18 عاماً مضت فهو لا يزال أكثر نوع وصلات مستخدم حالياً متفوقاً بذلك على الجيل الثالث من USB حتى، حيث أنه وبالنسبة لمعظم الأجهزة التي لا تحتاج لسرعات كبيرة لا يزال منفذ USB 2.0 أكثر من كافٍ بقياساته المتعددة.
اقرأ المزيد: 6 أساطير عن شحن البطارية وبطاريات الهواتف عليك التوقف عن تصديقها أو الالتزام بها
الجيل الثالث من يو اس بي: USB 3.0
من حيث المظهر، لا يمكن تمييز كابلات هذا الجيل من الوصلات عن سابقتها حقاً، إلا أنها تستخدم اللون الأزرق بدلاً من الأسود في معظم الحالات (ليس دائماً) وتتيح مستوى عالٍ جداً من السرعة يصل حتى 5Gb/s أي أكثر بعشرة أضعاف من الجيل السابق، لكن مع اختلاف أساسي بات يتمثل بالقدرة على نقل الملفات بالاتجاهين معاً في آن واحد بدلاً من الحاجة للنقل باتجاه واحد فقط كما السابق. لكن على الرغم من هذه التغييرات على المواصفات فقد بقيت هذه الوصلات متوافقة مع سابقاتها ومتاحة بقياسات مصغرة مختلفة جزئياً.
تم تقديم الجيل الثالث من وصلات USB عام 2008، أي أنها احتاجت لـ 8 سنوات بعد USB 2.0، لكن بعد هذا الانتقال للجيل الثالث صدر تعديلان أساسيان لاحقاً على شكل كل من USB 3.1 وUSB 3.2 حيث تم تغيير شكل وصلات USB المعتاد بشكل كامل.
USB 3.1
صدر هذا الجيل من الوصلات مع نهاية عام 2013 وقام برفع سرعة نقل الملفات حتى 10Gb/s مع الحفاظ على ميزات الأجيال السابقة له لكن مع اختلاف أساسي، حيث تم تغيير شكل المنفذ المستطيل المعتاد إلى أبعاد أصغر بكثير (Type-C) باتت تتيح توحيد جميع الوصلات سواء في الحواسيب والهواتف الأجهزة الإلكترونية الأخرى، ومع أن عمر هذه المنافذ قد قارب خمسة سنوات حالياً، فهي لا تزال غير مستخدمة على نطاق واسع ولو أن الانتقال نحوها يسير بخطى مستمرة.
USB 3.2
حالياً يعد هذا الجيل هو آخر ما وصلت له تقنية USB، حيث أنه يقدم سرعة أعلى من السابق وتصل حتى 20Gb/s عبر منافذ Type-C التي تم تقديمها في USB 3.1، وعدا عن ذلك فهو لا يحمل تغييرات كبرى ومع كونه لم يصدر حتى النصف الثاني من عام 2017، فهو لا يزال دون استخدام حقيقي، وعلى الأرجح أنه سيحتاج لبضعة سنوات تالية لينتشر مستفيداً من تزايد استخدام منافذ Type-C بدلاً من الأنماط الأخرى المعتادة.
اقرأ المزيد: أنواع الوصلات والمنافذ القديمة التي أدت منافذ USB إلى انقراضها
تغيير تسميات منافذ USB والجدل الناتج عن الأمر
في الماضي، كانت تسمية الأجيال المختلفة لمنافذ يو اس بي أمراً بسيطاً، حيث كانت التعديلات الكبرى تعني الانتقال رقماً للأعلى، بينما التعديلات الأصغر تنقل القيم بمقدار 0.1 فقط. لكن ولسبب ما فقد قررت الهيئة المسؤولة عن معايير USB تغيير تسميات المنافذ الحديثة مرتين في الفترة الأخيرة، وبالنتيجة بات هناك الكثير من اللغط والخلافات حول الأمر.
في البداية كانت التسميات هي USB 3.0 للجيل الثالث من المنافذ، ومن ثم USB 3.1 وUSB 3.2 للتعديلين التاليين، لكن منذ مدة تقرر تغيير التسميات لتصبح USB 3.1 Gen 1، وUSB 3.1 Gen 2 وUSB 3.2 على الترتيب. وعلى الرغم من أن تحويل التسمية الأول كان فوضوياً للغاية وتسبب بالمشاكل فالأمر لم يتوقف هناك بل صدر تعديل جديد تسبب بالمزيد من اللغط.
حالياً بات ما كان يعرف بـ USB 3.0 (لاحقاً USB 3.1 Gen 1) يسمى USB 3.2 Gen 1، أما بالنسبة لما كان يعرف باسم USB 3.1 (لاحقاً USB 3.1 Gen 2) فقد بات يسمى USB 3.2 Gen 2، وأخيراً تقررت تحويل تسمية USB 3.2 إلى USB 3.2 Gen2X2. وإن كان كل هذا محيراً للغاية لك، فأنت لست الوحيد بل الأمر مزعج للجميع وقد أحدث جدلاً وعدم رضا في الأوساط التقنية.
الأشكال المختلفة لوصلات يو اس بي (USB)
عند ذكر وصلات USB عادة ما يتم تذكر نوع واحد أساسي فقط، وهو USB A الذي يأتي بالشكل المستطيل المعروف، لكن بغض النظر للقياسات هناك عدة فئات مختلفة لوصلات USB تتنوع حسب طبيعة الاستخدام:
USB A
هذا النوع هو الشكل المعتاد للوصلات ذات القياس الأساسي والغير مصغرة، كما أنه موجود بقياسات Mini وMicro في الجيل الثاني والثالث من المنافذ لكن انتشاره محدود للغاية بهذه الأشكال. المميز في منافذ USB A هو كونها عادة ما تشير إلى كون الجهاز الذي يمتلكها هو المتحكم بالاتصال، لذا فهي المنافذ المعتادة في الحواسيب مثلاً ولا توجد في الملحقات أو الهواتف الذكية.
USB B
على عكس منافذ USB A التي تشير لكون مالكها هو الجهاز المتحكم بالاتصال، فوصلات B تعني أن الجهاز المتصل هو متلقٍ حصراً ولا يمكن أن يكون متحكماً، ومع أن هذه الوصلات متوافرة بمختلف القياسات عبر الأجيال العديدة لـ USB فمن الصعب إيجادها بالحجم الكامل بل عادة ما تكون من قياس Mini أو Micro في معظم الحالات وتنتشر في الهواتف والكاميرات والأجهزة اللوحية التي لا تدعم تقنية USB OTG (On-The-Go).
USB AB
تتوافر هذه الوصلات بالقياسات المصغرة (Mini وMicro) حصراً، وتتميز بكونها تتيح للجهاز الذي يتضمنها أن يتصرف كالجهاز المتحكم أو المتلقي حسب نوع الاتصال، وعدا عن وصلات USB C فهي حالياً واحدة من الأكثر انتشاراً في الهواتف عموماً كونها تتيح سرعات شحن أكبر كما أنها تدعم تقنية USB OTG التي تتيح وصل الملحقات كلوحات المفاتيح أو الفلاشات بالهواتف.
USB C
ظهر هذا الشكل من الوصلات مع جيل USB 3.1 الذي أعلن عنه عام 2013، وسرعان ما أصبحت هذه الوصلات هي الوحيدة تقريباً في عالم الهواتف الذكية كما أنها تتمدد بسرعة في عالم الحواسيب المحمولة نظراً لكونها أصغر حجماً من الوصلات التقليدية من جهة، وأسرع بكثير مع العديد من الميزات الإضافية مثل دعم نقل الملفات بالاتجاهين معاً بنفس الوقت.
اقرأ المزيد: لماذا لا تستخدم هواتف iPhone منافذ USB كما جميع الشركات الأخرى؟
القياسات المختلفة لمنافذ يو اس بي (USB)
كما ذكرنا سابقاً ويعرف الجميع ربما، فوصلات USB تأتي بقياسات متعددة ومتنوعة، ومع أن القياسات الأساسية كانت 3 في الأصل، فقد ازدادت واحدة مع تقديم USB C مؤخراً عام 2013.
قياس يو اس بي الكامل
بين القياسات العديدة لمنافذ USB، يعد هذا القياس هو الوحيد الذي يتضمن تغيراً جذرياً في الشكل بين نمطي A وB، فنمط A هو الشكل المستطيل المعتاد الذي يعرفه الجميع ويوجد في الحواسيب المحمولة والمكتبية ومختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية الأخرى، بينما النمط B يأتي بشكل أقرب للمربع لكنه قليل الانتشار للغاية، ومن الممكن أن يقضي الشخص عقوداً في استخدام الحواسيب دون أن يشاه\ وصلة واحدة تستخدمه حتى.
قياس ميني يو اس بي Mini USB
خلال الفترة الأولى من انتشار منافذ USB في الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية، تم استخدام هذا المنفذ على نطاق واسع جداً، ومع أنه موجود بثلاثة أنماط مختلفة (A وB وAB) فمن الصعب العثور على أية وصلات تستخدم نمطاً سوى B، كما أن الأشكال الثلاثة لا تمتلك أية اختلافات حقيقية فيما بينها. على أي حال فقد بات هذا القياس من الماضي حالياً، ومن الصعب جداً العثور على أية أداة لا تزال تستخدمه.
قياس مايكرو يو اس بي Micro USB
من حيث المبدأ، لا يتضمن هذا القياس تغييرات كبيرة حقاً من حيث الحجم، فهو أصغر بقليل فقط من قياس Mini لكن هذا الفرق الصغير للغاية سمح لهذه المنافذ بالسيطرة بشكل شبه كامل على سوق الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية ومختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية ولو لفترة من الزمن فقط قبل أن تعود شعبية هذه الوصلات للانحدار.
من المهم الانتباه إلى كون الوصلات المشار إليها عادة باسم Micro-USB هي من الجيل الثاني حصراً أي أنها USB 2، حيث أن الجيل الثالث من الوصلات بات يستخدم وصلة Micro كبيرة نسبياً من حيث العرض، ومن الصعب إيجادها قيد الاستخدام إلا في حالات نادرة جداً مثل الأقراص الصلبة الخارجية مثلاً.
قياس يو اس بي سي USB-C الجديد
من حيث المبدأ فـ Type-C ليس قياساً فحسب، بل أنه نوع جديد كلياً من الوصلات مع إمكانيات أكبر من السابق، لكن من ضمن التغييرات العديدة على الوصلة هناك تغيير واضح على القياس والأبعاد، فالوصلات الجديدة من هذا النمط تأتي بحجم أكبر بشكل طفيف من قياس Micro المعتاد (من الجيل الثاني فقط) لكنها بنفس الوقت أصغر بمراحل من الحجم الأصلي، وكونها تستخدم في الحواسيب والهواتف وسواها دون مشكلة وتوفر نقل البيانات بالاتجاهين معاً بشكل متزامن فحجمها ليس مشكلة حقاً.