عندما بدأت الكاميرات بالظهور في الهواتف المحمولة مطلع الألفية، كانت هذه الكاميرات سيئة للغاية وبالكاد يمكن تمييز بعض الأشكال ضمنها، لكن وعلى مدار السنوات حدثت العديد من التحسينات الهامة التي جعلت الهواتف الحديثة تقترب من منافسة الكاميرات الاحترافية على جودة الصور، لكن وضمن نفس الفترة الزمنية، يبدو أن كاميرات الويب الخاصة بالحواسيب المحمولة لم تحصل على أية ترقيات حقيقية، ولا تزال كما الماضي رديئة للغاية.
بمقارنة سريعة بين الصور الخاصة بهاتف ذكي رخيص اليوم، ومقابله كاميرا ويب لحاسوب محمول، سيكون من الواضح أن هناك فرقاً هائلاً بالجودة، وهذا على الرغم من أن الحواسيب أكبر حجماً بالطبع، وبالتالي سيكون من المنطقي أن تتسع لكاميرات ذات جودة أفضل.
في الواقع هناك عدة أسباب أساسية للأمر، وحتى مع الحواسيب المحمولة التي تكلف آلاف الدولارات، فالأرجح أن الصور أو الفيديو الخاص بها سيكون أردأ من أي هاتف ذكي لعدة أسباب مختلفة أهمها:
المحتويات
مشكلة معالجة الصور والتأخير في وصولها
عندما تلتقط صورة باستخدام هاتفك الذكي، ففي الكثير من الحالات لا يقوم الهاتف بأخذ لقطة وحيدة، بل يتم التقاط عدة صور متتالية بسرعة، ومن ثم تنتقل الصور إلى الذاكرة لتتم معالجتها ودمجها معاً للحصول على أفضل صورة ممكنة لما قمت بتصويره، وهذا الأمر ممكن لسبب بسيط: توصل الكاميرات بشكل مباشر إلى ذاكرة الهاتف، مما يزيل أي تأخير من معالجتها وتقديمها للمستخدم.
بالمقابل وفي الحواسيب المحمولة تعد الأمور أصعب، فعدا عن كون الوصلات نفسها أطول، عادة ما توصل كاميرات الويب (حتى المدمجة منها ضمن اللابتوبات) عبر منافذ USB، أي أن هناك سرعة نقل بطيئة أصلاً، كما أن وجود الوصلة يلغي أي وصول مباشر إلى ذاكرة الحاسوب، وبالنتيجة عادة ما تلتقط الصور وتعالج في الكاميرا نفسها قبل أن ترسل للحاسوب.
في الواقع وحتى مع حساسات كاميرا متشابهة، ستكون الصور الناتجة عن وصل مباشر مع الذاكرة ووصل غير مباشر مختلفة بالجودة بوضوح، ومع كون حساسات كاميرات الويب أسوأ بمراحل أصلاً، فالنتيجة هي مستوى تصوير متباين بشدة.
استخدامات كاميرات الويب مختلفة عن استخدامات الكاميرات العادية
بينما عادة ما تستخدم كاميرات الهواتف الذكية لالتقاط الصور بالدرجة الأولى، فكاميرات الويب تستخدم بشكل أساسي لمكالمات الفيديو. حيث نادراً ما يقوم أحد باستخدام كاميرا ويب لالتقاط صورة أو تسجيل فيديو للنشر حتى.
نتيجة الاستخدام المتجه نحو مكالمات الفيديو، فمن الضروري أن تستمر كاميرات الويب بإنتاج الفيديو بمعدل إطارات مستقر، وبالتالي يزداد تأثير المشكلة الأساسية المتعلقة بكون الاتصال بطيئاً نسبياً. حيث أن الاتصال البطيئ أصلاً والتأخير الناتج عنه يعطي وقتاً أقل لمعالجة كل إطار، وبالنتيجة يكون لدينا فيديو ذو جودة سيئة نسبياً، هذه الجودة قد تكون كافية لمكالمات الفيديو، لكنها غير مناسبة أبدأ لأي استخدامات أخرى.
الشركات المنتجة للحواسيب المحمولة لا تمتلك حافزاً حقيقياً لتضمين كاميرات ويب أفضل
عند شراء هاتف ذكي جديد، عادة ما تكون الكاميرا وقدرات التصوير على رأس قائمة المواصفات المهمة، حيث أن معظم هواتف اليوم الذكية تسوق لنفسها على أنها تلتقط صوراً ممتازة مثلاً. لكن بالمقابل، لا أحد يكترث حقاً لكاميرات الويب ولا أحد يبني قرار شراء حاسوب محمول على كاميرا الويب الخاصة به.
مع غياب الطلب على كاميرات الويب الجيدة، فمن المنطقي ألا تكون هذه الكاميرات مهمة لشركات المنتجة، حيث أن إضافة كاميرا أفضل ترفع من سعر الحاسوب ليس فكرة جيدة عندما يكون ذلك غير مهم حقاً للمستخدمين.
في الواقع هناك العديد من الحواسيب المحمولة التي تمتلك كاميرات ويب جيدة نسبياً، لكن هذه الحواسيب عادة ما تكون محصورة بالفئة الباهظة للغاية، وبالطبع لا أحد يشتري هذه الحواسيب بسبب كاميراتها، بل لأنها تمتلك مجموعة مواصفات أخرى أكثر أهمية وجاذبية للمستخدم.